دراسة حول إمكانات الطاقة البديلة بسلطنة عمان: «3.2 %» من الأراضي العمانية تصلح لتوليد الطاقة من الرياح و«4.4 %» للطاقة الشمسية
«عمان»: قام فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس بإجراء دراسة بحثية بعنوان «استكشاف الإمكانات المحتملة لمصادر الطاقة المتولدة من الطاقة الشمسية والمد والجزر وطاقة الرياح في سلطنة عمان باستخدام نهج مناخي اجتماعي اقتصادي متكامل»، والتي فازت بجائزة أفضل ورقة علمية منشورة في قطاع الطاقة والصناعة لفئة حملة الدكتوراة في الجائزة الوطنية للبحث العلمي في دورتها الثامنة لعام 2021م.
وقال الدكتور محمد الدسوقي رئيس الفريق البحثي: قدّمت هذه الدراسة منهجا فريدا لا يعتمد فقط على المتوسط الحسابي لشدة الإشعاع الشمسي أو سرعة الرياح لكل منطقة بل امتد ليشمل تكرارية حدوث كل منهما وطول مدة الحدوث، كما تم الأخذ في الاعتبار التوزيع المكاني للسكان والعوامل الطبيعية المحددة لإنتاج ونقل الطاقة والبُعد عن السواحل، مضيفاً: إن هذا البحث يتناول قضية في غاية الأهمية خصوصا مع ما يشهده العالم من تغيّرات مناخية واضحة للعيان مثل زيادة درجات حرارة الأرض وما يصاحبها من زيادة في معدلات الفيضانات والأعاصير في بعض المناطق، وكذلك الجفاف والتصحر وحرائق الغابات في مناطق أخرى، وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في استخدام الوقود الأحفوري والذي يعد مصدرا رئيسيا للطاقة.
المعايير الدولية
وعن أهداف هذا المشروع البحثي قال الدكتور الدسوقي: هدف المشروع البحثي لدراسة مدى توافر الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة المد والجزر في سلطنة عُمان وفقا للمعايير الدولية كنماذج للطاقة المتجددة، مؤكدا أن هذه الدراسة تنبع من أهمية استكشاف مناطق الطاقة المتجددة الواعدة، والتي يمكن الاعتماد عليها كبديل ملائم ومتوافر، ويسهل نقله إلى التجمعات ذات الكثافة السكانية المرتفعة، وكذلك إلى الموانئ والمدن الصناعية.
وأشار إلى أن الدراسة بيّنت أن حوالي (3.2%) من أراضي سلطنة عمان تصلح لتوليد الطاقة من الرياح لا سيما في الدقم والجازر على سواحل بحر العرب، ووجدت الدراسة أن نسبة (4.4%) من مساحة سلطنة عمان ذات أولوية كبيرة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية لا سيما في ثمريت وصحار، مشيرا إلى أنه نظرا لأن الفرق بين المد والجزر لا يصل للحد الأدنى لتوليد الطاقة فإنه لا يُوصى بالاعتماد على حركة المد والجزر لتوليد الطاقة في سلطنة عُمان في ظل التقنيات الحالية، مؤكدا أن سلطنة عمان تمتلك مناطق واعدة لإنتاج الطاقة المتجددة يسهل توليدها ونقلها للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية والتي ستسهم في النهاية في تخفيض انبعاثات الكربون وبالتالي المساهمة في تقليل الاحتباس الحراري على المستوى الإقليمي.
الخرائط المكانية
وأضاف الدكتور الدسوقي: إن هذه الدراسة البحثية قدّمت العديد من الخرائط المكانية التي تحدد المناطق الواعدة وما يحيط بها من شبكات الطرق ومناطق العمران المختلفة في سلطنة عمان، وفي قسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس نستخدم تكنولوجيا الاستشعار عن بُعد ونُظم المعلومات الجغرافية في دراسة الموارد الطبيعية، وكذلك مشكلة التلوث البيئي، وهناك دراسة بحثية أخرى تعنى بتوزيع الملوثات الغازية الناشئة عن الأنشطة الصناعية ومدى تأثيرها على جودة الهواء من خلال صور الأقمار الصناعية، وقد تم نشر هذه الدراسة البحثية في مجلة (Renewable Energy) بعددها رقم (161) في عام 2020، وهي من المجلات الدولية المرموقة والمصنفة والمتخصصة في مجال الطاقة المتجددة، وهي ذات تأثير كبير.
المصدر : جريدة عمان الرسمية
ليصلك كل جديد عبر واتساب ارسل اشتراك الى 98216721 او 79063603